رسالة المدير العام للأكاديمية
سعادة نيكولاي ملادينوف
مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية
تشهد الدبلوماسية الحديثة والعلاقات الدولية تطوراً مستمراً، كما أن ما يشهده عالمنا المترابط الذي نعيش فيه من أحداث ومتغيرات تفرض ضرورة تحديث أدوات العمل الدبلوماسي باستمرار من خلال التعلم والتدريب والتطوير.
شهدت طبيعة العمل الدبلوماسي تحولاً جذرياً، إذ يمكن النظر إلى الدبلوماسية الحديثة باعتبارها ذات نهج أكثر ابتكاراً، تتعامل مع اتجاهات وتوجهات متعددة وبصورة مكثفة أكثر من أي وقت مضى، ويكمن السبب وراء ذلك في حجم ونوعية التحديات التي تتعامل معها والتي تزداد تعقيداً وترابطاً بصورة لا يمكن دوماً التنبؤ بها.
تؤثر مثل هذه الظواهر أيضاً على جوانب السياسة المحلية والدولية التي لم تكن في السابق ذات تأثير مباشر على العمل الدبلوماسي. فمثلاً، التطورات التقنية مثل الرقمنة تؤثر على كيفية فهم عمل الدبلوماسي، وذلك في الوقت الذي أصبح فيه الجمهور أكثر وعياً بقضايا السياسة الخارجية ويسعى للتأثير على العمل الدبلوماسي من خلال منصات وسائل التواصل الاجتماعي.
اليوم، الدبلوماسيون بحاجة أكثر من أي وقت مضى لفهم واستيعاب تلك الاتجاهات المحلية والعالمية ليكونوا أكثر قدرة على تحديد الفرص والمخاطر، وبالتالي القدرة على العمل بفاعلية كممثلين لدولهم. ومن الضروري للدبلوماسيين الطموحين اكتساب المعرفة والخبرة والرؤى حول الممارسة المعاصرة للدبلوماسية، وخاصة الدبلوماسية العامة والثقافية والاقتصادية.
على مدى السنوات الخمسين الماضية، قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة قصة نمو مذهلة لا مثيل لها، في مجالات كالاقتصاد والعلوم وكذلك الدبلوماسية، حيث استثمرت الدولة في كوادرها البشرية وزودتهم بالأدوات اللازمة للنجاح. وقد حرصت على تزويد بنات وأبناء الإمارات بالمهارات وغرست فيهم الوعي، الأمر الذي سيعزز قدرتهم على تحقيق النمو والازدهار من جهة وكذلك تمكينهم من رد الجميل إلى وطنهم المعطاء.
ومنذ إنشائها في عام 2014، كرست أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية جل جهودها لتأكيد هذه المبادئ، والتزمت بغرس المعارف والمهارات في الدبلوماسيين الطموحين. ويتمحور الهدف الأسمى للأكاديمية في تمكين دبلوماسيي المستقبل من امتلاك أثر إيجابي في وطنهم والعالم من خلال عملهم الدبلوماسي.
تستقبل أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية بشكل دوري دبلوماسيين وقادة مرموقين، وكذلك أكاديميين ومفكرين وأساتذة على قدر عالي من المعرفة والخبرة، وتلتزم بدورها بتخريج دبلوماسيين أكفاء مدركين لأهداف السياسة الخارجية لدولة الإمارات بصورة تمكنهم من بناء الجسور وتعزيز العلاقات بين دولة الإمارات والمجتمع الدولي.