رسالة رئيس مجلس الأمناء
سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان
نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية
شكلت معاني التلاحم والبذل والعطاء والانتماء وحب الوطن في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ الأساس المتين الذي صاغ هوية الدولة وثقافة أبنائها.
لقد ساهمت هذه المبادئ في تأسيس الدولة وتوحيد إماراتها ووجهت مسيرتها لتحقيق التنمية بكافة أنواعها على مدار الأعوام الماضية، كما كان لها دور أساسي في تكوين مجتمعنا الحديث، وأصبحت رمزاً لعلاقاتنا الدبلوماسية مع دول العالم.
يعد النموذج الذي تمتاز به دولة الإمارات فيما يختص بالتعايش والتسامح والابتكار؛ واحداً من النماذج التي يتردد صداها على مستوى العالم.
وفي فترة زمنية ليست بالطويلة، استطعنا إظهار وطننا كمؤثر إيجابي قوي على الساحة الدولية بفضل التزامنا بنشر السلام وتبني القضايا الإنسانية.
إن ما تحظى به دولة الإمارات من مكانة إيجابية مميزة عالمياً وما نرتبط به من علاقات مشتركة قوية، يعكس وبكل وضوح ماهية دولة الإمارات.
لقد سعينا لتحقيق التقدم والتنمية في مختلف المجتمعات البشرية، وهو الأمر الذي كان محفزاً لاختيار الدولة كمقر للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أيرينا)، ولاستضافة معرض إكسبو الدولي 2020.
وعند الحديث عن جائحة كوفيد – 19، فقد تمكنت دولة الإمارات من التعامل مع معطياتها بصورة لاقت استحساناً دولياً كبيراً وهو ما شكل نموذجاً للكثير من دول العالم الأخرى لمحاكاته.
علاوة على ذلك، يعد توقيعنا للمعاهدة الإبراهيمية إنجازاً تاريخياً فريداً، سيعود بالنفع الكبير على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والأمنية؛ ليس فقط على مستوى دولة الإمارات بل ولمنطقة الشرق الأوسط بأكملها. بلا شك، فإن هذا الاتفاق يبث حياة جديدة في أسس ومبادئ الشراكة والتعاون على مستوى المنطقة.
اليوم، نمتلك في دولة الإمارات قرابة 100 بعثة دبلوماسية في الخارج، تعزز ارتباط دولة الإمارات مع مختلف دول العالم ومنظماته في مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة.
إن نقل قصة نجاح دولة الإمارات وتجربتها الفريدة تمثل إحدى أبرز المهام التي يقوم بها دبلوماسيونا حول العالم، ويضاف إلى ذلك دورهم الحيوي في رعاية مصالحنا على المستوى المحلي والدولي. وفي الوقت الذي يتطلب فيه عملهم الكثير من الجهد، إلّا أنهم يحظون بشرف كبير في تمثيل وخدمة دولة الإمارات دولياً.
وفي ظل ما يشهده عالمنا من تعقيدات وتغيرات متزايدة الوتيرة، أصبح من الواجب علينا أن نمتلك كادراً دبلوماسياً قوياً ومرناً. ولا شك في أن العمل الدبلوماسي سيدعم قدرتنا على مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.
في ضوء كل هذه المعطيات، نحن بحاجة لامتلاك قدرات وكفاءات دبلوماسية عالية المستوى، الأمر الذي يدفعنا للبحث عن دبلوماسيين إماراتيين موهوبين وذوي خبرات ومهارات متعددة. نحن نتطلع للعمل معهم سعياً لمواصلة ترسيخ الدور المتزايد والفعال الذي تقوم به دولة الإمارات على الساحة الدولية.
ولتحقيق ذلك، جاء تأسيس أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية لتجمع تحت سقف واحد أفضل الخبرات الدبلوماسية والموارد والكفاءات الأكاديمية والبحثية، حيث تعمل الأكاديمية على تحفيز قدراتنا لتحقيق أهداف السياسة الخارجية لدولة الإمارات وذلك من خلال ما تقدمه من برامج تدريبية عالية التأثير وكذلك نشر البحوث التي تعزز فهمنا للدبلوماسية والعلاقات الدولية.
ولا يتوقف دور الأكاديمية عند ذلك الحد، بل يمتد إلى إعداد الدبلوماسيين الإماراتيين بما يمكنهم من خدمة وطنهم عبر التحاقهم بالكادر الدبلوماسي الإماراتي عالي الكفاءة. وبالإضافة إلى ذلك، توفر الأكاديمية دعماً للرؤى الاستراتيجية المرتبطة بالقضايا الإقليمية والعالمية المعاصرة التي تؤثر على دولة الإمارات، وبما يمكننا من الاستجابة بشكل أفضل لأية تحديات تواجهنا أو فرص يمكن أن نستكشفها.
ومع انطلاقتنا نحو حقبة جديدة من الفرص نحو الخمسين عاماً المقبلة، علينا كدبلوماسيين إماراتيين أن نواصل العمل كفريق واحد، وعبر أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، فإننا حريصون على إعداد دبلوماسيين يمتازون بالشجاعة ويتمتعون بالمعرفة والخبرات التي تمكنهم من إدارة أية تحديات والاستفادة من فرص الغد.